إن الثقافة الإسلامية قد خلَّفت تراثًا ضخمًا في مختلف فروع المعرفة، وعلى المسلم أن يكون ملمًّا بهذه المعارف التي كونتها وخلفتها الحياة الإسلامية على مدى قـرون عديدة، والتي دمجت ضمن سلسلة من الكتب التي تتناول هذه المعارف في مجالات الدراسات الإنسانية أو العلمية عرضًا لهذه الثقافة أو إشادة بتأثيرها الحضاري.والثقافة في المجتمع كالدرع الواقي ضد الهجمات المتنوعة، وجاءت الثقافة الاسلامية تخاطب العقل والقلب بصفات الكمال والشمول والمرونة والسهولة والبساطة التي تجعل من الفرد المسلم لبنة صالحة وقوية أمام التحديات التي تواجه المسلم، وهذه القوة متجددة في كل زمان.وتعيش الأمة أزمة ثقافية في القرن الحادي والعشرين الميلادي، وتكالبت عليها الأعداء، فلا بد لها من التسلح بسلاح الإيمان المبني على المعرفة واليقين المستمد من الوحي الإلهي؛ ليكون عونًا للمسلم في طريق أدائه لوظائفه التي أمره الله سبحانه بها؛ ليسعد في الدنيا، ولينجو في الآخرة.وهذا الكتاب يتضمن تعريف الثقافة بشكل عام، والثقافة الإسلامية بشكل خاص، وعلاقتها بالثقافات الأخرى، والتعرف على مصادر الثقافة الإسلامية وخصائصها وفضائلها، وتنظيمها لعلاقة الإنسان بالله والكون والحياة من خلال بيان وتوضيح بعض جوانب الفكر الإسلامي وبعض أنظمة الإسلام: النظام العقدي، السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي، المعرفي، وتوضيح مفهوم المواطنة وحقوقها في الإسلام، وعلاقة المسلم بالآخر، والتركيز على مفهوم التسامح والشورى والديمقراطية، وبيان مفهوم بعض الاصطلاحات الثقافية المعاصرة والقديمة، وكذلك بيان بعض القوى المعادية للإسلام وبعض مزاعمهم والرد عليهم؛ بهدف توعية الطالب بموقف الإسلام من هذه القضايا؛ من أجل تعميق انتمائه لهويته الثقافية وإلى أمته، والإسهام في حل مشاكلها، والعمل على تنظيمها ورفعتها بين الأمم.