يعد إدمان التدخين والمخدرات أحد القضايا المهمة والتحديات الصعبة التي تواجه الإنسان مع بداية القرن الحادي والعشرين الميلادي ، بجانب القضايا الخطيرة الأخرى ، ومنها قضية التلوث ، الذي يعد التدخين أحد أسبابها وأدواتها.وعلى الرغم من أن قضية الإدمان .. هي سلوك شخصي يقع من الفرد ، إلا أن آثاره القاتلة والمدمرة تصيب المجتمع كله وتهدد كيانه وتنذر بأسوأ العواقب وأفظع النتائج ، فالتدخين سلوك خاطئ يمارسه البعض عن عمد أو عن جهل ، وهو يصل بصاحبه إلى مرحلة الإدمان ، وليس إدمان التدخين فحسب بل إدمان المخدرات والكحوليات أيضاً.فالتدخين .. هو البوابة السحرية لدخول عالم الإدمان والوقوع في براثنه ، وقد تكون الخطوات الأولى نحو عالم الإدمان غير محسوسة .. إلا أن الخروج منه أو محاولة ذلك ليس بالأمر السهل ، إذ لم يكن من المستحيل.وعلى الرغم من عمليات التنوير التي تمت في بداية القرن العشرين الميلادي، وما صاحبها من تقدم علمي وتقنى في مختلف المجالات ، وازدياد الوعي الثقافي الذي يعيشه الإنسان اليوم ويمارسه ، إلا أن أعداد المدمنين ( للتدخين أو المخدرات ) في ازدياد مستمر ومطرد في جميع المجتمعات المتقدم منها والنامي ، وتوضح الإحصائيات الحديثة أن قطاع الشباب هم أكثر الفئات العمرية إنخراطاً بين مدمني التدخين والمخدرات ، وهنا تكمن المصيبة الكبرى . فالشباب هم أمل الأمة .. هم الحاضر والمستقبل ، هم علماء الغد ومفكريه وفلاسفته ، فكيف يتأتى لهم القيام بدورهم المنشود تجاه وطنهم وأمتهم ، وقد أنهكتهم المخدرات ودمرهم الإدمان.ويعد هذا الكتاب محاولة صادقة لإلقاء الضوء على إدمان التدخين والمخدرات وتأثيراته الخطيرة والقاتلة على الإنسان ، والمدمرة لصحته وأجهزة جسمه المختلفة . كذلك إلقاء الضوء على الأبعاد المختلفة لقضية الإدمان ، الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ، وهى أبعاد مهمة لأنها تلقى الضوء على علاقة الإدمان وتأثيراته المختلفة على عناصر مختلفة لا يعيرها البعض الاهتمام الكافي.كذلك يعد هذا الكتاب صرخة توضح تأثير الإدمان على الاقتصاد القومي وعلى التنمية المنشودة لتحقيق الرفاهية لكل فرد من أفراد الوطن ، كما يتناول الكتاب المحاور المختلفة التي يتم من خلالها