إن موضوع التحصيل الدراسي من الموضوعات المهمة التي شغلت الباحثين منذ زمن بعيد؛ وذلك لأنه ظاهرة معقدة، تتداخل فيها مجموعة مختلفة من المتغيرات العقلية وغير العقلية، تتفاعل فيما بينها بحيث يصعب -في كثير من الأحيان- الفصل بينها، أو تحديد أشدها تأثيرًا، أو نسبة كل عامل من هذه المتغيرات.وتكمن أهمية التحصيل الدراسي وأهمية التنبؤ به بأنها من أهم المشكلات التي يوليها العاملون في ميدان التربية والتعليم وعلم النفس اهتمامًا كبيرًا، كما يهتم بها الآباء والأمهات على اعتبار أننا في مجتمع يعطي قدرًا كبيرًا من الاهتمام بالتحصيل الدراسي والنجاح فيه؛ لذلك نجد الأسرة والمؤسسات التعليمية يعملون سويًّا للوصول بعملية التحصيل الدراسي إلى أقصى حد ممكن حتى يتمكن كل طالب من اجتياز مراحل التعليم المختلفة.وإذا كان موضوع التحصيل الدراسي قد حظي بهذا الاهتمام من قِبَلِ الباحثين، فإن موضوع القيم الإسلامية قد حظي كذلك باهتمام المربين منذ القدم، حيث تناولوها تحت مسمى الأخلاق والآداب والفضائل. والمتأمل في حال العالم اليوم يجد أن مفهوم القِيَم قد تبدَّل وتغيَّر؛ فالصدق قد حل محله الكذب، والنفاق أصبح مجاملة، والأمانة أصبحت خيانة، والحرية أصبحت عريًا وخلاعة، ومع الانفتاح الإعلامي أصبحت عقول الناشئة في تخبط عجيب، فهم بين فواجع وكوارث ومآسٍ صباحًا ومساءً، أو بين انحلال وانحراف ودعوات للخلاعة والعري في كثير من البرامج والقنوات.