تبرز أهمية هذه الدراسة في التعرف على أثر التمكين على فاعلية المنظمة باعتبارها أحد المواضيع الحيوية في حياة المنظمات، حيث يعتبر مفهوم التمكين من المفاهيم والموضوعات الحديثة، والتي تحاول المنظمات الأخذ به ودراسته وبيان أهميته.ولقد أصبح موضوع التمكين محط اهتمام من قبل الباحثين؛ وذلك لترسيخ روح المشاركة والتفاعل فيما بين الموظفين من خلال فرق العمل؛ إذ يكون التمكين البنية الأساسية التي تمكن الموظف من ممارسة السلطة الكاملة، وتحمل مسئوليات وظيفته؛ ليشكل بذلك أحد الأعمدة التي تقوم عليها استراتيجية المنظمة لمواجهة التحديات والتطورات البيئية.ولا بد للمنظمات من تبني فلسفة إدارية تقوم على استقطاب الأفراد وتطويرهم، من خلال إعداد برامج تدريبية، واتباع سياسات لتمكينهم إداريًّا في الوظائف التي يشغلونها، تمهيدًا لتفويضهم صلاحيات القيام بالعمل، وتحمل مسئولياته؛ ليكون بمقدور الإدارة الاعتماد عليهم وجعلهم شركاء حقيقيين في إدارة منظماتهم.ويعد معيار فاعلية المنظمة من المؤشرات الهامة في قياس مدى تحقيق المنظمة لأهدافها انسجامًا أو تكييفًا مع البيئة التي تعمل بها من حيث استغلال الموارد المتاحة؛ لذلك فقد تعرض هذا المفهوم - كغيره من المفاهيم الإدارية كالتمكين والأداء وغيرها - إلى التفاوت في وجهات النظر الفكرية، من حيث تحديد المعنى الشامل والدقيق لها، وقد ركزت الفاعلية التنظيمية على قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها؛ لذلك فإن فشل المنظمة في تحقيق أهدافها يؤدي إلى وصفها بعدم الفاعلية، ومن ذلك نستطيع أن نبين أن الفاعلية تربط أساسًا بقدرة المنظمة على تحقيق أهدافها وبدرجات متفاوتة.