الكتابة عن الفراغ تقتضي تحليل ثنائية "الفارغ" و"المملوء" كما يتم تمثيلها بصريا في الأعمال الفنية،ولوحات الرسم بصورة خاصة فنحن بحاجة فيما يبدو، إلى تأكيد موقع هذه الثنائية وأهميتها في وجودناالمادي "الواقعي" أو في وجودنا الرمزي الاستعاري الممتد بعيدا في ذاكرة الإنسان الأسطورية والدينيةوالخرافية.فمنذ أن بدأ الإنسان يعي ذاته ويتسلل شيئا فشيئا من كونه مكتشفا إمكانات وجوده داخل الفراغ،كانت المواجهة صعبة ومجهولة، وكان سؤاله ا لأبدي الذي موقعه في هذا التيه والمجهول - الذي تقبلهالعين، أو ترفضه-..وفي جميع الحالات فان الترابط بين الفراغ والامتلاء، يعكس في عمقه روابط التوتر والشد والجذبوالنبذ الخاصة بالعلاقة بين موجود الف راغ ومحاولة وجود جديد وهو إملاءه. وكما هو الحال في كل ترابطقدري لافكاك منه فان التجلي يغادر وجود الأول ليسكن في وجود جديد، ومن ثم تتسلل منه المضامين..لتحقق وجود ثقافي.وضمن السياق نفسه نقع على ثنائية الفراغ والامتلاء و"التركيب"داخل اللوحة التشكيلية.. ونكونإزاء وجودين ينفصلان أو يقتربان بين وجودنا دخل الفراغ وصيرورة الأشياء في فراغ العمل الفني.