تتعرض المجتمعات الإنسانية وهي تلج القرن الحادي والعشرون إلى تغيرات سريعةأصابت نظم الحياة الإجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، وأمامهذه التحولات الهائلة، لا بد من استجابة متبادلة بين هذه النظم للإفادة منها لصالح ترقيةالحياة والنهوض بها.وتشكل استجابة النظام التربوي الأهمية المركزية بين هذه الاستجابات، التي تمثل المدخلالشمولي الذي ينهض بالنظم الأخرى داخل الكيان الاجتماعي، وحتى تكون التربية معاصرة،وقادرة على هذه التحولات، لا بد من جعلها مسألة تكنولوجية بتنظيمها مدخلاتها وصياغتهاأهدافها وطرائقها، حتى تكون أداة قادرة على أداء وظيفتها في هذا العالم المتغير، ولم يعد فيوسع المؤسسات التربوية إلاّ أن تستجيب لهذه التغيرات والتحولات والمكتشفات، فقامتمحاولات لتطوير المناهج والكتب المدرسية ومصادر التعلم من وسائل تعليمية ... حيث تعتبرالوسائل التعليمية جزءاً من تكنولوجيا التعليم، وقد عرف الإنسان الوسائل منذ وجد الإنسانعلى هذه الأرض، فمرت الوسائل التعليمية بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى،حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في كثير من الأحيان لا يستطيع الدارس أنيدرس ظاهرة أو موضوع بشكل دقيق، بسبب وجود استحالة في الوقوف على تعقبه وعلىتفاصيله، وذلك لأن كث ير اً من الأمور والظواهر والمواضيع لا يستطيع الإنسان أن يدركها بحواسه،أو يتوصل إليها لأمور تخرج عن طاقته المحدودة.