يقول هذا الكتاب أنه قد شاء الله تعالى:أن تجمع هذه الأمة الخير من أقطاره كلها,فكتابها معجزة باقية إلى يوم الدين,ورسولها خاتم الأنبياء ,وصفوة المرسلين, وهى مع هذا كله:خير أمة أخرجت للعالمين.وقد ذكر الله عز وجل أن مناط الخيرية فى هذه الأمة: موصول العرى بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ,من منطلق الإيمان بالله تعالى,ولهذا لما مدح الله تعالى هذه الأمة على هذه الصفات شرع فى ذم أهل الكتاب وتأنيبهم,وبين الله عز وجل بيانا محكما:أن معلم الأمر والنهى تفترق عنده الجادة إلى سبيلين اثنين:فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر,فعلى جادة أهل الإيمان يسير,ومن أمر بالمنكر ونهى عن المعروف,فعلى سبيل نفاق تفضى إلى النار وبئس المصير.