
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
قد بدا لي أن هذا الموضوع تتوفّر فيه متطلبات البحث العلمي من جدّة وابتكار، ولكونه موضوعا يفتح آفاقاً أمام الباحثين، لكتابة رسائل مماثلة عن آراء ومناهج ابن حزم المعرفية الأخرى، وإن مما يهدف إليه هذا البحث أيضا، هو إبراز الرؤية الحزمية للفلسفة، حيث ينصرف الكلَام إلى نقد الأفكار الشائعة عن ابن حزم بكونه ليس فيلسوفا، وذلك بتقديم الأدلة التي تثبت نقيض ذلك؛ وهذا من خلَال عرض شامل لأبرز وأهم آرائه الفلسفية، ولذا كان لزاما عليّ أن أجيب على هذه التساؤلَات: هل كان ابن حزم يمتلك الوعي بالنص الفلسفي حقا ؟ وما مدى صحة الإنتقادات التي وجّهت إليه، من كونه لم يفهم المنطق وعلوم الأوائل –الفلسفة- ؟ وما أسباب كتابته في المنطق والفلسفة ودفاعه عنهما في ظل تلك الأوضاع التي كانت تحرّم الإشتغال بهما، لَاسيّما من فقيه محدّث مثل ابن حزم؟ ولماذا تضاربت آراء الدارسين للمنتوج الفكري الحزمي؟ ولم اختلفت نظراتهم إلى كتاباته الفلسفية والمنطقية ؟ حيث عدّه البعض من طبقة الفلَاسفة الخُلّص، لكونه يعلي من شأن العقل ولأن له نظريات في شتى المسائل الفلسفية، في حين أصر آخرون على أنه مجرد قارئ للفلسفة، وأنه ظاهري لَا يعترف إلّا بحرفية النصوص ولَا يتجاوزها؛ وهو في أحسن الأحوال مجرد ظل لأرسطو، ومردّد لأقوال غيره من الفلَاسفة.