في أعقاب انهيار الدولة العثمانية وسقوط نظام الخلافة الذي كان يرمز إلى الرابطة الإسلامية التي كانت تجمع بين أحضانها الكثير من الشعوب في آسيا وأفريقيا وأوروبا، بعد هذا الحدث الكبير - الذي يعد من أبرز أحداث القرن العشرين-، وعلى وجه التحديد عندما حاول بعض العرب بقيادة الشريف الحسين بن علي تقوية مبررات الثورة على الأتراك ، عند ذلك وبعده بدأ الحديث - في هذا العصر - عن العرب كقوم وعن المجتمع العربي كوحدة واحدة، وعن مقومات هذا المجتمع والروابط المميزة التي تجمع بين شعوبه وجغرافيته وتاريخه وثقافته ٠٠٠ الخ، نستطيع ان ننكر ذلك، أو أن نزعم أن هذه البقعة الجغرافية التي تضم هذه الشعوب العربية، لا تتوفر على مقومات المجتمع الواحد ، الواضح في ملامحه ومعالمه ومقومات وجوده وأنماط معيشته وقيمه وعاداته وتقاليده ودينه وثقافته عموما، ولا أحد يستطيع أن يزعم أن وحدة هذا المجتمع تتناقض مع أي من المعايير الإنسانية المعتمدة في هذا المجال