لم تكن ثورة 25 يناير المصرية ثورة سياسية أو اقتصادية وحسب، سواء في دوافعها وأهدافها، ولا في آلياتها وأسلوبها.. لقد كانت –بحق- ثورة في عالم القيم، ثورة حرَّكتها منظومة من قيم التحرر والكرامة والعدل، وحاطت بها باقة عظيمة من قيم التوافق والسلمية والتعارف والإيمانية، والوسطية، والعمرانية، والتراحمية، والتكافلية، والانفتاح على العالم، تعكس حاجة شعب مصر إلى تغيير حضاري شامل. ولم تزل الثورة تصوغ نموذجها الحضاري ضمن هذه المنظومات، وتطالب بتشكيل حياتها السياسية وحركتها المجتمعية والشعبية في هذا الإطار.ومن هنا، تتضح أهمية توقيت نشر هذا الكتاب الذي يتضمن أعمال دورة علمية عقدها كل من مركز "الحضارة للدراسات السياسية" ومركز "الدراسات الحضارية وحوار الثقافات" ومركز "الدراسات المعرفية"، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في فبراير2010.