ألفاظ الحضارة عند أبي حيّان التوحيديّ هو معجم يتناول ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجريّ/ العاشر الميلاديّ، وهو الزمان الذي عاش فيه التوحيديّ. وقد أنشأته من خلال كتاب "الإمتاع والمؤانسة" و"رسالة الصداقة والصديق" باعتبارهما نموذجاً صادقاً عن لغة التوحيديّ، ولغة زمانه. واتّبعت فيه المنهج المعجميَّ الذي يضع الكلمة غاية نشاطه؛ فقمت باستخراج ألفاظ الحضارة من المصنَّفين المذكورين، وأثبتُّها مضبوطة بهدف هجائها ونطقها، وشرحت معانيها مشيراً إلى ما فيها من تغيّر دلاليّ، وإلى ما هو معرّب أو دخيل، متوقِّفاً عند المعنى الذي يقصده أبو حيّان، إذا كان للّفط أكثر من دلالة، أو إذا كان المعنى الذي يقصده التوحيديّ مغايراً للمعاني التي استخدم فيها هذا اللفظ أو ذاك. وقد حرصت على إثبات الدلالات المستجدَّة للألفاظ، بعد التوحيديّ وأشرت إلى ما أهمله أصحاب المعجمات القديمة من تلك الألفاظ. وقسمت البحث إلى بابين، تناول الأول مظاهر الحضارة في القرن الرابع الهجري، وتضمّن الثاني ألفاظ الحضارة عند التوحيديّ، معتمداً على مصادر ومراجع لغوية وتاريخية وفكرية وأدبية موثوقة، وفي رأسها القرآن الكريم والحديث النبيويّ الشريف ومعجمات العرب قديمها وحديثها، وكتب المعرّب والدخيل. وأنهيت الكتاب بخاتمة وفهارس عامة. والجديد فيه أنه يقف على طبقة من طبقات لغة العرب في مرحلة لعلّها الأغنى من حيث غزارة إسهامهم في معترك الحضارة، ويسهم في دراسة العربية دراسة تاريخية.