لقد نشأ "علم الصرف" في بدء أمره في كنف "علم النحو"، فاعتبره القدماء فرعاً فيه، فبُحثت قضايا الصرف ضمن موضوعات النحو حتى وضحت معالم الصرف، وتوسعت مباحثه، فاختصها بعض القدماء بكتب مفردة موضوعها الأساس مسائل الصرف، فجمعوا شتاتها من كتب النحو، وصنفوها أبواباً، وحددوا مناهج بحثها والقواعد التي تحكمها، وبينوا العام منها والخاص، والمطرد والشاذ حتى وضحت معالم علم الصرف. وأصبح علماً له شخصية مستقلة بعد أن كان مطروحاً أشتاتاً في علم النحو، ويعالج في فرع من فروعه تحت مسميات عديدة تحمل مضمون الباب الذي وضعت له ، وتشير المصادر القديمة إلى أن بحث قضايا الصرف بدأت مواكبة ظهور علم النحو، فالذين نُسِبَ إليهم علم النحو أو القول فيه، هم أيضاً الذين نقلت عنهم بعض مسائل الصرف، وقد نسب إلى بعضهم وضع علم الصرف.