يشـكل تـأريخ كـردسـتان الحـديث الممتـد عبر اربعـة قرون (1514-1914)، مجـالاً خصبـاً للـدراسات الأكـاديمية. وذلك لعـدم كـفاية الـدراسات الـتي انجـزت حتى الآن، وقـلة المتخصصين المـعنيين في هـذا المجـال. وانطـلاقاً من هذه الحـقيقة، ركّزنا اهتمامنـا في الـدراسات التـأريخية الأكاديميـة على هـذه الحقبـة من تـأريخ كردسـتان المليئة بالأحـداث والمـتغيرات. وهـذه الدراسات الثلاث التي نقوم بنشـرها في هذا الـكتاب، تنـدرج ضمـن هـذا الاطـار. اذ تتنـاول جميعهـا نفـس الحـقبة الـتأريخية، ولكنها تتباين من حيث مواضيعها. فالدراسة الأولى تتناول جوانب من التأريخ الأقتصـادي والاجتمـاعي. اذ تحمـل عـنوان (الأزمـات الأقتصادية والصحية في كردستان خلال الـعهد العثمـاني). اما الدراسة الثـانية، فتنـدرج ضمـن الـتأريخ السياسي. فـهي محاولة للبحـث في جـذور امـارة بـابـان الكـردية وتـاريخ تأسيسـها. امـا الدراسة الثالثة والأخـيرة فتطـرقـت الى مـوضوع التـدوين الـتأريخي، وذلك بـمحاولتـها الـوقوف على سمـات كردسـتان السيـاسـية في الـمؤلفـات الـتأريخية العـراقية خـلال العهـد العثماني.