ينتهج هذا الكتاب في قراءة الشعر العربي الحديث نهجا تطبيقيا ينطلق من النصوص لاستكشاف ما وراءها من بنيات نصية غائبة. وفيه محاولة لاستحضار الهوية الرمزية للنصوص؛ فكل نص لا يتشكل في فضاء من العماء المحض، كما يوصف التشكل الأولي للكون الذي أوجده الحق من العدم و أبرزه إلى حيز الخلق ؛أي أبدعه – كما يقول علماؤنا-دون سابق مثال، وهو المعنى الذي يشير إليه ابن سينا في قولته الشهيرة: " فالق ظلمة العدم بنور الوجود".أما النص البشري فإنه يخلق في حيز مخلوقات سابقة يتفاعل مع النصوص السابقة ويكتسب هويته الرمزية من ذلك التفاعل الخلاق. هكذا تذهب نظرية النص، وهكذا تبدو النصوص عند البحث في أعماقها.