أما المنهج الذي سار عليه الكتاب فكان منهجاً تحليلياً بلاغياً متكاملاً، يقف على الفنون البلاغية في أحضان النص القرآني وينظر إليها وحدةً عضوية متكاملة، يتواشج بعضها مع بعض لتكوّن بمجملها هذا النسيج القرآني والنظم المعجز، وذلك إيماناً بأن هذه الطريقة هي التي تمكننا من الوقوف على أسرار البلاغة القرآنية والكشف عن قيمتها التعبيرية وأثرها في النفس، ودورها في توصيل المعاني والقيم الدينية، وكيفية توظيف الجمال الفني في خدمة الغرض الديني، فالقيمة الحقيقية للفن البلاغي لا تتجلى إلا في ظل السياق الذي يحيا بظله، والعلاقات المتبادلة بين تلك الفنون في رحاب النص.