كان البحث عن نسج علاقات يأتي في المقام الأول بسبب حاجة إسرائيل الدائمة لأن تجد محيطاً من الأصدقاء سواء في المؤسسات الدولية أو المنظمات الإقليمية أو على المستوى الثنائي. كانت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تولي اهتماماً خاصاً لتلك العلاقات لما تمثله من إضفاء شرعية على الدولة التي غرست في أرض شعب آخر، بجانب الحاجة لإخراج الدولة من أي حالة عزلة تُفرض عليها بسبب عدم تقبلها في الإقليم الذي تعيش فيه: الشرق الأوسط. لقد سارت مهمة بناء الدولة بعد رحيل الجيش البريطاني وترك الشعب الفلسطيني نهباً لآلة القتل والبطش والتشريد في خطين متوازيين: تمثل الأول في بناء الدولة من الداخل من حيث المؤسسات السياسية وتطوير البنية العسكرية وما يتبع ذلك من تثوير للاقتصاد وتنمية مداخيله. فيما تمثلت المهمة الثانية في إيجاد مكان لهذه الدولة بين الأمم، وشمل هذا السعي للحصول على اعترافات الدول المختلفة بالدولة، والعمل على إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية معها، وضمان مؤازرة هذه الدول لإسرائيل في المنظمات الدولية.