نصحني أساطين علم التسويق الحديث أن أخدعك أو أضحك عليك عزيزي القارئ حتى يباع هذا الكتاب.. و ذلك بأن أضع على غلافه نصا جذابا يحتوي على بعض الصور البيانية البديعة أو التلميحات الجنسية و الشهوانية أو النقد السياسي الجارح لنظام أو شخص أو الهجوم الوقح على الدين أو مذهب.. ثم ما يكون منك إلا أن تهرول إلى شراء الكتاب بمجرد قراءة هذا النص على أعتباره أن كل ممنوع مرغوي... و ربما يشبه هذا السيليكوني من تجميل الخارج بنفخة و شفطة و نحته و رسمه ووشمه على حساب الداخل حتى "يبيعون" و تزدهر تجارتهم... و بما أني قارئ مثلك تماما قبل أن أمسك القلم و أجرب الكتابة.. و لأن مكتبتي ضاقت بالكتب التي باعها لي من استمع إلى ارشادات علم التسويق الحديث.. أنصحك يا عزيزي بأن تضع هذا الكتاب من يدك إذا كنت تحمله و أن لا ترهق نفسك و محفظتك بشرائه.. اللهم إلا إذا كنت تريد تضييع ساعة من عمرك -تزيد أو تنقص- تبتسم فيها قليلا و تحزن قليلاو تغضب قليلا و تكتئب قليلا و تتفائل قليلا و تلعن عروبتك قليلا و تسترد مشاعرك الإنسانية قليلا و انت تقرأ سكيتشات رسمتها بالقليل من الكلمات.. سرقتها من الواقع و غطيت سرقتي ببعض ظلال الخيال...