هذا الكتاب يبحث في المؤتمرات الإسلامية و الدولية بشأن المرأة, و يلفت مؤلفا الكتاب النظر إلى أن المؤتمرات الدولية التي اهتمت بالمرأة, انشغلت في جانب كبير منها بالثقافات التي عاقت تقدم المرأة و ما تزال تحول دون تمكينها في كثير من البلاد, حيث خلطت هذه المؤتمرات ما بين الثقافات السلبية التي تعوق حقا تمكن المرأة سياسيا, و حصولها على كافة حقوقها باعتبارها مساوية و شريكة للرجل, و بين الأديان التي أساء إليها بعض المتدينين بسلوكياتهم, تلك التي خلطت بين الدين و العرف الاجتماعي. كما أن المؤتمرات الإسلامية التي قامت المناقشة قضايا المرأة انشغلت في جانب منها بالدفاع عن الإسلام كدين مستنير ضامن لمبدأ المساواة في المجتمع بين المرأة و الرجل في الحقوق و الواجبات, مع اختلافات في فهم مبدأ المساواة الذي أقره الإسلام, و في جانب أخر صبت المناقشات التي دارت جام غضبها على الألة الإعلامية الغربية, في أتهام لها بالرغبة في إضفاء شرعية على الفساد الأخلاقي و الشذوذ الجنسي الذي انتقل إلى العالم العربي و الإسلامي نتيجة احتكاكهم بالمجتمعات الغربية على حد تصور أدبيات هذه المؤتمرات. و في الحالتين كل نصيب المرأة من الاهتمام قليلا, و لم ننتقل إلى المرحلة الأهم و هي جني الثمرات, و تفعيل النتائج و التوصيات, و تغيير الثقافة السائدة المعوقة لمنح المرأة حقوقها السياسية و الاجتماعية, و هي الأدوار المنوطة بمثل هذه المؤتمرات التي تبحث قضايا المرأة و مشكلاتها.