وادعي بهذا الكتاب أن التخطيط الصهيوني قبل قيام إسرائيل، وأن التخطيط الإسرائيلي كان وما زال يتبع التخطيط المهيمن بدون هوادة. ومن الواضح أن «المشكلة الفلسطينية » على النحو الذي تم فيه وضع هذه التسمية من قبل إدوارد سعيد، أو «النزاع الإسرائيلي الفلسطيني » يتعرض لثلاثة تحديات رئيسة: مصير اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي اقتلعوا منها في داخل إسرائيل، وطبيعة الحدود بين إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية، ووضع القدس وتقسيمها. ولا شك في أن الإسرائيليين كانوا ومازالوا يبذلون الجهود لإدارة هذا النزاع والتأثير في نتائجه من خلال إنجاز الغايات الجيوسياسية عبر الإجراءات والاستراتيجيات الخاصة بالتخطيط القومي. كذلك فإن التخطيط الإسرائيلي مستمر في لعب دور حاسم في الجهود الخاصة بالقدس، بهدف ضمان مستقبلها الجيوسياسية كعاصمة أبدية لإسرائيل. يرى هذا الكتاب أن التخطيط في إسرائيل قد أسهم إلى حدّ كبير في بناء الدولة والأمة من جهة، وفي تقرير مصير، ليس فقط، المستقبل الجيوسياسي والديمغرافي الإسرائيلي، وإنما أيضا في وضع المقدمات الجيوسياسية للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي على امتداد البلاد. لهذا، فان هذا الكتاب سوف ي صّل التخطيط الإسرائيلي ويحلل ماهيته وأهدافه ورؤيته للمستقبل.