هذا الكتاب هو المسامرة التي ألقاها الكاتب بقاعة الخلدونية في العشرين من شعبان السنة الماضية، قدمها للطبع دون أي تنقيح أو زيادة أو حذف، إلا ما كان من التعاليق التي شرح بها ما يمكن أن يُشْكِلَ لَفْظُهُ أو يُبْهِمَ معناه، حتى يكون القارئ على بَيِّنَةٍ مما أراد قوله أو دَلَلْ به، وإن كان يعلم أن كثيرًا من الآراء التي بها في حاجة إلى الشرح والبيان والتعليل، وربما إلى زيادة التمحيص والبحث ولَعَلِّه يعود إليها بالنظر في مقتبل الزمن إن سمحت بذلك الأقدار، أما الآن فحسبه أنه لَبَّيْ بطبعها رغائب إخواننا الكثيرين من الشباب الناهض المستنير الذي لم يخُطَّ كتابه إلا ليخاطب فيه حماس الفتوة، ويدعوه معه إلى أن يسلكوا بالأدب التونسي سبيل الحياة الجميل المحفوف بالأوراد والزهور.