«كم أتمنى أن تتبلور تلك المدونة على هيئة كتاب بعد أن تتوفاني المنية» كتبتها ذات الثمانية عشر عاماً، بالتحديد في الخامس من نوفمبر لعام 2009م في مدونتها، بعدها بأربعة أسابيع غلبها النعاس، بينما كان والديها، وأختها «إليزا»، وقطتها «يوسيفينا» يمكثون في هدوء تام. بعد أن قامت «ريجينا»- في العام السابق لتلك الأحداث -بإنشاء مدونتها (واجه خوفك) سطرت فيها تلك الكلمات: «أنا مصابة بمرض متلازمة خلل التنسج النقوي، وهو مرض من أمراض الدم، ومرض بياض الدم النقوي الحاد، وهو مرض سرطاني خبيث. هنا أود أخباركم عن هوية تلك الأمراض، وكيفية العيش بها، وكيف يكون العلاج منها.»، كما يمكن لمئات الآلاف أيضاً مصاحبة تلك الأمراض في مسيرة حياتهم. بدءً من سن المراهقة الطبيعية، لم تحظى «ريجينا» بعد بغرفة مستقلة بالمشفى مما أثار اشمئزازها وحتى أصبحت فتاة شابة تقدم على المرض بشكل تدريجي، وأصبحت الحالة واضحة تماماً مما أثار عطف كلاً من عائلتها وأصدقائها نحوها عند درايتهم بذلك، كما أثرت صور وسطور «ريجينا» تقريباً في عدد غير متوقع من الناس؛ ففي يوم موت «ريجينا» أبدت مدونتها إزدحاماً ملحوظاً، حيث كان هناك حوالي خمسمائة ألف ممن اطلعوا على صفحاتها، هذا بالإضافة إلى أنه تم كتابة حوالي إثنين وأربعين ألف تعليق على مقالها.