تشكل « رسالة الكلم الثمان» للشيخ حسين المرصفى (1815م - 1890م) محاولة فريدة فى بابها ، إذ يحاول مؤلفها أن يشرح بعض الكلمات والألفاظ التى تتردد على ألسنة الناس . وإذا كانت الرسالة تهدف بالدرجة الأولى إلى شرح معانى : وطن ، حرية ، أمة ، حكومة ، عدل ، ظلم ، سياسة ، تربية ، فإن المؤلف يتجاوز هذا الهدف ليجعل من رسالته أو كتابه محاولة تأويلية لأسباب الانحطاط والتدهور ومحاولة لرسم ملامح برنامج إصلاحى اجتماعى تشكل «التربية» النقطة المركزية فيه . يجدر أن نسجل هنا بأن الشيخ حسين المرصفى كان واحدًا من الذين لعبوا دورًا بارزًا فى مصر خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، فكان له الأثر فى تجديد الاهتمام بالعلوم اللغوية والإنشائية ، كما أسهم فى تعليم عدد من الذين سيلعبون دورًا فى الحياة الفكرية والأدبية فى مصر فى وقت لاحق .