يُعد موضوع نظرية المصادر من الموضوعات التي شغلت الباحثين في العصر الحديث. وتأتي نظرية المصادر كرد فعل متعارض مع الرؤية التقليدية التي ترى أنَّ موسى عليه السلام هو كاتب الأسفار الخمسة في الفترة ما بين 1280ق.م إلى 1250ق.م. فتذهب نظرية المصادر إلى أنَّ التوراة على صورتها الحالية تواجه العديد من المشكلات النقدية التي أثارت اهتمام الباحثين. كانت أولى هذه المشكلات تتعلق بطرح قضية كيف يكتب موسى عن وفاته، ومشكلة التكرار عبر الأسفار الخمسة، حيث وجد الباحثون أكثر من قصة مكررة: فهناك قصتان للخلق وقصتان للعهد مع إبراهيم عليه السلام وقصتان للطوفان. ومن هنا بدأ الباحثون في دراسة هذه المشكلات دراسة نقدية. وتوصل الباحثون إلى ضرورة وجود أسباب لهذا التكرار، وأنَّ هناك نصين داخل التوراة: نصٌ يغلب عليه استخدام لفظ الإلوهية (إلوهيم)، ونصٌ يغلب عليه استخدام لفظ الإلوهية (يهوه). وكانت البداية مع المصدر اليَهَوي، والذي يُرجح كتابته ما بين القرن التاسع والثامن قبل الميلاد حيث قام المؤلف اليهوي بكتابة قصص يصف فيها خلق العالم وبداية تاريخ ما عبر عنهم المصدر اليهوي بآباء بني إسرائيل، وتصوير علاقتهم مع الإله منذ البدايات الأولى للتاريخ.