إن التغيرات السريعة التي يشهدها قطاع التعليم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنمو المضطرد لتكنولوجيات الاتصال وإصلاح المناهج ، واقتباس طرق محدثة في عمليات التقنين والتدريس ، ونتيجة للتفاعل المستمر بين هذه المعطيات فقد برز الدور الجديد للمكتبة المدرسية متعددة الوسائط ، كما فرض ذلك واقعًا جديدًا حتم وجودها في المحيط المدرسي بمفهوم يتناسب مع حجم تفاعل هذه المعطيات ، وصولا إلى تحسين نوعية التدريس وتسهيل التعلم الذاتي والتعليم المستمر ، كما أن النمو المتزايد للوثائق وتنوع وسائطها من ورقية وسمعية وبصرية وحاسوبية يضع المكتبة المدرسية أمام تحد يتمثل في توفيرها وتنميطها وإتاحتها ، وتعويد التلاميذ والطلاب على حسن استعمالها والشغف بها والاستئناس بمحيطها ، ولما كانت المكتبة المدرسية أول مكتبة يرتادها الطفل ولربما لن يعرف غيرها طيلة حياته ، فإن الحاجة صارت أوكد ما تكون للاهتمام ، وإيلائها المكانة التي تستحقها والتوعية بفاعليتها في مساندة الجهود التربوية والتنشئة العلمية السليمة المؤسسة على الروح البحثية في منهجية العمل المستقبلي .