موســـوعة الفــــــرق والجمـاعـــــات والمذاهب والأحزاب والتنظيمات والحركات الإسلامية
ebook
By عبد المنعم الحفنى

Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
تاريخ الفِرقَ الإسـلامية هو تاريخ عملية ضخمة لتأسيس فكرى إسـلامى ، وهو محاولة تجديدية دائمة ودائبة للفكر العقدى والفلسفى والسياسى الإسلامى ، وإعادة تأسيسه وفقاً لمقتضيات العصـور الإسلامية المختلفة . ولا تزال عملية التأسيس مستمرة يشارك فيها الفلاسفة، وعلماء الاقتصاد والقانون والفقه والتاريخ ، والمصلحون الرواد . والعناية بالفكر الفِرَقى قديم ، ورصده فى الكتب المرجعية ودراسـته دراسة علمية كان ظاهرة إيجابية كبيرة الأثر وجلية القيمة . وكتب الفرق لذلك كثيرة وإن كان يعيبها انحيازها وعدم موضوعيتها ، ورغم ذلك فإنا لا نرى إلا أن هذا الانحياز أثرَى المكتبة الفكرية الإسلامية بالتنوّع ومختلف التحليلات وتباين وجهات النظر . ولم نر فى تاريخ الفكر العقدى أو الإيمانى أمة بهذا الثراء الفكرى ، وعلى هذه الدرجة من التحرر الفكرى فى مناقشـة العقائد ، كأمة الإسلام . وما كان عليه أسلافنا من التحرر يجعلنا نأمل أن نحذو حذوهم ونبلغ شأوهم . والفكر دائمًا تواكبه حركة ، ومثلما كانت التيارات الفكرية الإسلامية متدفقة ، كانت الحركات الإسلامية عبر التاريخ الإسلامى كله حية وخصبة ، فلم يكن هناك انغلاق فكرى ولا اعتداد بالرأى ، ولم يُقفَل باب الحوار ، وكان النقاش يدور سجالاً وأمام أولى الأمر وأصحاب السلطة . والدعوة الإسلامية كانت دائمًا دعوة إلى الحوار ، وكانت هناك جرائم رأى ، ومصادرات على الفكر والكتب ، وعقوبات تنال البعض ، وحبس يتناول الجسـد ، إلا أن الحوار كان أسلوب التفكير الإسلامى ولا بديل عنه للتقدّم الفكرى . وما يزال القرآن يأمر بالحوار، وما يزال الرسول يطالب به خصومه ويقيم عليه براهينه ، وما يزال الاعتدال فيه هو سُنَة الخطاب الإسلامى الذى قوامه الوعظ والإرشاد والحركة والاحترام للرأى الآخر