لم يَخْلُ تاريخ الأمة العـربية أثناء حكم العثـمانيين الذى استمرّ قرابة أربعمائة سنة (1516 – 1918)، من الحركات والإشارات الدالة على شخصيتها وتميزها ، من خلال ركونها إلى وحدة الإسلام ، إن لم يكن هنا فهناك أو هنالك . ولكن منتصف القرن التاسع عشر شهد فى ولاية بيروت أول جمعية أدبية متواضعة يرعاها الأميركان تماشيًا مع الاحتكاك بالغرب . وبداية الاحتكاك بالغرب وبالحركات التبشيرية تؤدى إلى اقتباس التعليم الغربى وتقلّص التعليم المحلى ، (القومى – الدينى الكتاتيب)، وتحفيظ القرآن، المتوارثة من القديم ؛ فكان بدء الانفصام بين العلم الحديث والعلم القديم. لا تطور العلم القديم ، وكانت ولاية بيروت حينئذ تشمل فلسطين إلى القدس