كان الهدف الكامن وراء هذا البحث هو دراسة بعض الجوانب الخاصة بمساواة الجنس في نظرة القرآن العاليمة. وفي هذه الكتاب سوف أستعرض نتائج هذا البحث، وأوضح فوائد منهجية ومنظور هذا البحث الذي أقوم به. من الممكن تقسيم تفسير القرآن إلى مستويين: مستوى القراءة ومستوى التفسير. وعلى مستوى القراءة، يقوم كل قارئ بالتفسير في أثناء قيامه بالقراءة. وتشكل الاتجاهات والتجارب والذاكرة ووجهات النظر الخاصة بلغة كل قارئ هذا المستوى من التفسير: النص المسبق. وفيما يتعلق بمعظم الموضوعات، يعكس النص المسبق فهماً معيناً خاصاً بالجنس. وتبرز الاهتمامات المحددة الخاصة بالجنس في النص القرآني هذا الفهم، وتركز على أهميتها بعبارات معينة. أما على مستوى التفسير، فقد تم القيام بمحاولة للتغلب على وجهات النظر الفردية بقصد تناول القرآن على نحو أكثر موضوعية. ولذلك، يهدف استخدام المهارات المساعدة العديدة – المتمثلة في علوم القرآن – وتطبيق مناهج التفاسير إلى الوصول إلى تلك الموضوعية. غير أنه ليس ثمة تفسير قادر على إزالة أهمية القراءة الشخصية وقوة النص المسبق من التفسير.