خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين برزت مسائل بالغة الدلالة على مستقبل الفكر والسياسة، إذ اندفعت أحداث كبرى أثارت مناظرات شتى ورؤى متنوعة كلها تبحث في المتغيرات السريعة التي هبت رياحها على السودان والمنطقة، فكادت أن تنفض ما ازدحم في الذاكرة التاريخية وترسب فيها من توقعات وتقديرات سبقت هذين العقدين ولهذا السبب يكون للكتابات الخاصة بتلك المدة أهميتها سواء لأغراض توحيدها وعرضها بطريقة منسقة وهذا يتعلق بفائدة التوثيق، أو لاستنباط النتائج من المعطيات التي حددتها تلك الكتابات والأضواء النقدية عن تجربة المرحلة السابقة والراهنة