عصر انحطاط الإمبريالية

ebook

By عبد الله سامى إبراهيم الدلال

cover image of عصر انحطاط الإمبريالية

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

إنه ليس عصر حروب المسـلمين ، كما يقول ( هنتنجتون )، ولكنه عصر حروب الإمبريالية ، وهو عصـر انحطاطها إلى طور متـدن من الاستعمار التقليدى ، أقرب إلى نمط غارب من الاستعمار الاستيطانى .

أمام انقلاب استراتيجى شامل فى أوضاع الإقليم، وفى أنماط الصراع الدولى ، تعود موازين القوى العسكرية. إلى موقعها الحاكم ، فى العلاقات الإقليمية والدولية، وتتحول صيغة ( التحالف الاستراتيجى ) بين أمريكا وإسرائيل . إلى صيغة أخـرى هى ( الاندماج الاستراتيجى ) . ليسـقط مشروع السلام استراتيجيًّا ، وليتم فرض مشـروعية الاستعمار ، ونفى مشروعية المقاومة .

إننا لسنا ( ميدان الرماية ) كما قال الأسـتاذ محمد حسنين هيكل ، ولكننا ( لوحة التنشين )، ولسنا ( صبىّ الضرب ) الذى يجلس إلى جوار الأمير اليابـانى لإخافته ، ولكننـا هدف الضـرب ، وقبلتـه ، وغايته الاستراتيجية .

إن أمريكا قد استهلكت أمريكا ، بنمط استهلاكها العارم ، وهى تعود إلى نطفتها الأولى ، مع آبائها المؤسسين ، فى مرحلة بناء الإمبراطورية ، لتمارس الضمّ بالشـراء أحيانًا ، والضمّ بالقوة المسـلحة غالبًا . ولكنها لا تريد نصـرًا ناقصًا ، لا تريد نصـر هانيبال فى كان ، أو بونابرت فى أوسترليز ، بل تريد نصرًا نهائيًّا ، غير أن النصر النهائى ، هو ما يبقى عليـه الزمن ، ولهذا كما قطفت ثمار ( حرب بلا نصر ) فى الحرب الباردة، حسب تعبير نيكسون ، فإنها تخوض فى الشرق الأوسط ، ( حربًا بلا نصر ) .

عصر انحطاط الإمبريالية