عين الحياة... ليست مجرد حكايات تُروى على كنبة عتيقة في ليالي قرية مصرية وادعة، بل هي ذاكرة صامتة تروي ملحمة أجيال كاملة. ينسج هذا العمل الروائي العميق قصة القرية التي بدت هادئة ومسالمة، لكنها تخفي في طياتها صراعاً أزلياً بين الإرث والأمل، والعدل والجشع.

بصوت دافئ ومؤثر، ينقل إلينا الراوي "أمين" كنز حكايات جدته "عين"، تلك المرأة الحكيمة التي ملأت رأسه الصغير بأسرار الناس والأماكن ، لتجعل منه مؤرخاً خاصاً يحمل في ذاكرته تاريخ القرية المنهوب. تبدأ الرحلة من تداعيات

قوانين الإصلاح الزراعي في الخمسينيات، وكيف استغلها العمدة "قرشي" ليُفقر أهل قريته الأصليين، محوّلاً الأرض الخصبة إلى لعنة تتوارثها الأجيال. هي حكاية عن أصول اللعنة التي أصابت القرية وجعلتها مرتعاً للغرباء، وكيف دفع الأبناء ثمن أخطاء الأجداد.

وسط هذا النسيج الاجتماعي المترامي، يتفجر الخط الدرامي لحكاية "عزيز" ، الشاب الذي يجمع بين صفاء التدين وثقل المسؤولية، والذي يقع في غرام "فرح"، الممرضة العصرية والمتحررة فكرياً. إنه اصطدام عنيف بين عالمين مختلفين؛ براءة عزيز المتمسك بالتقاليد، وطموح فرح التي تدرك انتهازية عالمها. تروي الرواية تفاصيل الصراع بين الحب الصادق والواقع القاسي، قبل أن تتخذ الحكاية منعطفاً مأساوياً نحو عالم

الثراء السريع المحرّم، المتمثل في تجارة "الفوركس" الوهمية ، لتكشف كيف يمكن للطمع أن يغتال الأخلاق والنفوس، ويقود الأبطال إلى السجن والضياع.

هذه الرواية ليست مجرد سجل اجتماعي؛ إنها نبش في أعماق النفس البشرية في مواجهة الظلم والفقر والجريمة. إنها مرثية لأزمنة كانت فيها القيم ثابتة، ودعوة لاستعادة الذاكرة قبل أن يهدم "اللودر" ذو القلب الحديد كل ما تبقى من تاريخنا. ستكتشف أن كل شيء في "عالم عين المتفرد" مستتر وراء شيء آخر، وأن الحقيقة لا تبدو أبداً كما تدعي