Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
هذا الكتاب بعنوان "هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا ؟" يطرح الكتاب سؤالًا وجوديًا بامتياز : هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا؟ لا من باب الترف الذهني أو التمرين الثقافي، بل من موقع الحاجة الإنسانية العميقة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتكدّس فيه المعلومات وتتشوّش فيه المعاني. يرى المؤلفون أن الفلسفة ليست خطابًا نظريًا بعيدًا عن الحياة اليومية، بل هي ضرورة وجودية لأنها تمنح الإنسان القدرة على التأمل، وإعادة النظر، ومساءلة المسلّمات. الفلسفة، كما يعرضها الكتاب، ليست حكرًا على الأكاديميين، بل هي أسلوب حياة يُمارَس في كل لحظة نسأل فيها "لماذا؟" أو نشكك في الجاهز والموروث، أو نحاول فهم ذواتنا والآخرين من حولنا.
ينطلق الكتاب من قناعة بأن الفلسفة ضرورة في عالم مضطرب، تعصف به النزعات الشعبوية، والتفكير السطحي، والانغلاق الثقافي، وتآكل المعنى أمام ثقافة الصورة والسرعة. وهي، بهذا المعنى، ليست مجرد معرفة بالحقائق، بل تدريب دائم على الحرية، وفتح للأسئلة بدل غلقها، وسبيل لمقاومة الاستلاب الذي ينتج عن الإعلام، والإيديولوجيا، والتقليد.
كما يعرض الكتاب الفلسفة كأداة لتربية الذوق والضمير، وتنمية الحس النقدي، وإعادة الاعتبار للفكر كقوة فاعلة في صياغة المصير الفردي والجماعي. ويؤكد أن الفلسفة ليست نقيضًا للدين أو الأخلاق أو الحياة العملية، بل هي حاضنة لهذه المجالات الثلاثة حين تُمارَس بوعي وحرية. إنها تحررنا من الكسل الفكري، وتعيدنا إلى ذواتنا لا لكي ننعزل، بل لنتصالح مع أنفسنا وننفتح على العالم.
من خلال مقالات متعددة، يشارك فيها عدد من المفكرين، يسلط الكتاب الضوء على تجارب فلسفية معاصرة في العالم العربي، ويدعو إلى بناء خطاب فلسفي عربي منفتح على العصر دون الانقطاع عن الجذور. كما يشجع على إدخال الفلسفة في المناهج التعليمية لا باعتبارها مادة دراسية فقط، بل كأسلوب لتكوين مواطن يفكر ويسائل ويبدع.
باختصار، يُعيد الكتاب الاعتبار إلى الفلسفة بوصفها طاقة مقاومة وصوتًا هادئًا وسط ضجيج العالم، ويؤكد أنها ليست ترفًا فكريًا، بل فنًا للعيش، وأداة للفهم، وطريقًا للتحرر، نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى.