هذا الكتاب بعنوان "‏ما أنزل الله أم ما ألفينا عليه آباءنا" لعمر مصطفى الرمحي هو عمل نقدي فكري يتناول التراث الديني الإسلامي بمنهج عقلي تحليلي، حيث يسعى المؤلف إلى كشف التباينات بين النص القرآني الصافي والمفاهيم أو الممارسات الدينية التي تراكمت عبر القرون نتيجة التقليد والاتباع الأعمى لما ورثه المسلمون عن آبائهم وعلمائهم دون تمحيص. ينطلق الكتاب من دعوة صريحة إلى تحرير العقل المسلم من سلطة الموروث غير المؤسس على نصوص قطعية أو منطقية، ويطالب بإعادة قراءة الدين من منطلق قرآني مباشر، بعيدًا عن سلطة التفسير والحديث التي يرى أنها كثيرًا ما شوّهت المقاصد الحقيقية للوحي. يتناول الرمحي في عشرة فصول قضايا جوهرية مثل علاقة المسلم بالقرآن، وموقع الحديث النبوي في التشريع، ودور العقل في فهم الدين، ونقد مفهوم الإجماع، والموقف من العلماء والفقهاء القدماء، مؤكّدًا أن الدين ليس ما يقوله الناس عن الله، بل ما أنزله الله فعلًا. ويقدّم الكتاب رؤية إصلاحية جذرية ترفض الجمود وتدعو إلى نهضة دينية عقلية قائمة على الفهم الحر، والتجرد من التقديس غير المبرر للتراث.