هذا الكتاب بعنوان "فك الشيفرة الخماسية" يقدّم دراسة تحليلية شاملة لشخصية الرئيس صدام حسين وسياق حكمه للعراق، مستندًا إلى مقاربات سيكولوجية، اجتماعية، وتاريخية لفهم طبيعة القيادة وسلوك الحاكم. ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء متكاملة؛ يبدأ الجزء الأول بفحص السلوك البشري وأنواعه وخصائصه، موضحًا كيف تتفاعل السمات الشخصية مع الظروف المحيطة لتشكيل القرارات والسلوكيات. الجزء الثاني يتناول اضطرابات الشخصية وسمات الشخصية السيكوباتية، مع التركيز على كيف يمكن لهذه السمات أن تؤثر في صنع القرار السياسي وسير الأحداث على مستوى الدولة، أما الجزء الثالث فيركز على علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي واضطرابات ما بعد الصدمة، ويشرح تأثير البيئة الاجتماعية والسياسية على تكوين الشخصية القيادية، وكيف تتفاعل الجماعات مع القادة المختلفين. الجزء الرابع يستعرض مراحل تطور الدولة عند ابن خلدون، ويحلل دور الشخصيات التاريخية، مثل رجالات "ثورة العشرين"، في تشكيل البنية السياسية والاجتماعية، مع استخلاص دروس قابلة للتطبيق على الحاضر.

ويختتم الكتاب بتقديم الشيفرة الخماسية، وهي مجموعة من السمات الأساسية التي يراها المؤلف ضرورية للحاكم المثالي في العراق، مع تحديد المهام المطلوبة لإعادة بناء الدولة بشكل يحقق الاستقرار والتنمية. يقدم المؤلف رؤى عملية ومقترحات واقعية، موضحًا كيف يمكن للحاكم القادر على فهم الإنسان والمجتمع والسياسة أن يحقق النجاح ويجنب البلاد الأزمات.

باختصار، يعتبر الكتاب دراسة نقدية ونفسية وسياسية متكاملة لشخصية صدام حسين وحكمه، مع تقديم نموذج تطبيقي للحاكم المثالي، ويجمع بين التحليل النفسي والاجتماعي والتاريخي والسياسي لفهم أسباب نجاح وفشل القادة، بالإضافة إلى تقديم رؤية لإعادة بناء الدولة وفق معايير محددة من الخبرة والمعرفة.