هذا الكتاب بعنوان "فضاء التجربة وأفق التوقع في الرواية العربية المعاصرة" يستكشف التحولات الحديثة في الرواية العربية المعاصرة من خلال التركيز على العلاقة بين فضاء التجربة الذي يعيشه الروائي وأفق التوقع الذي يتيحه النص للقارئ. يقدّم المؤلف تحليلًا معمقًا لكيفية معالجة الروايات العربية لموضوعات الإنسان المعاصر، مستعرضًا طرق تمثيل التجربة الإنسانية بصورها المختلفة، بما في ذلك التجارب الاجتماعية، النفسية، والثقافية. كما يُركّز على كيفية منح الرواية صوتًا للفئات المهمشة والمنبوذة، مسلطة الضوء على مقاومة الخطاب الثقافي المهيمن والنظام الأبوي، من خلال خلق فضاءات سردية تسمح بالتفاعل والتأمل لدى القارئ.

ويتناول الكتاب مجموعة من الروايات العربية المعاصرة، محللاً بُنى النصوص، الأساليب السردية، وتقنيات الكتابة التي توصل تجربة الكاتب إلى القارئ بفعالية، مع التركيز على الابتكار والتجريب الفني في السرد، وما يُنتجه ذلك من توسيع لأفق التوقع لدى المتلقي. كما يناقش المؤلف الأبعاد الرمزية والموضوعية والنفسية للنصوص، موضحًا كيف أن الرواية المعاصرة تمثل نقطة التقاء بين التجربة الفردية والجماعية، بين الواقع والخيال، وبين الوعي والفكر النقدي.

يُبرز الكتاب كذلك دور القارئ في عملية التلقي، مشيرًا إلى أن التجربة السردية لا تكتمل إلا بتفاعل المتلقي مع النص، واستثمار أفق التوقع في تكوين معانٍ جديدة، ما يجعل النصوص العربية المعاصرة مفتوحة على التأويل والتجديد الدائم. ويظهر المؤلف كيف أن الرواية ليست مجرد وسيلة للترفيه أو السرد التاريخي، بل أداة نقدية وفكرية تسمح بفهم أعمق للواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي، وإعادة تشكيل المفاهيم والهويات.

باختصار، يقدم الكتاب قراءة شاملة للرواية العربية المعاصرة تجمع بين التحليل البنيوي، الدراسة الثقافية، والتأمل النقدي، موضحًا كيف يمكن للأدب أن يكون فضاءً للتجربة الإنسانية ومجالاً لإعادة تشكيل أفق التوقع لدى القارئ، مع التركيز على التفاعل بين النصوص والواقع والمجتمع والثقافة.