هذا الكتاب بعنوان "النص القرآني والعلوم اللغوية العربية : دراسات في التداخل والتكامل" يُركز الكتاب على العلاقة العميقة والمتشابكة بين النص القرآني والعلوم اللغوية العربية، حيث يُعد القرآن الكريم النص المركزي الذي تُبنى عليه علوم اللغة العربية وتفسيرها. يبدأ الكتاب بتوضيح كيف أن فهم القرآن لا يمكن أن يتم إلا من خلال إلمام عميق بالعلوم اللغوية كالبلاغة والنحو والصرف والبلاغة، إذ أن هذه العلوم تكشف عن أسرار التركيب اللغوي والتراكيب البلاغية التي يمتاز بها القرآن، مما يُمكن القارئ من تفسير معانيه بدقة وعمق.

يناقش الكتاب تطور هذه العلوم عبر العصور الإسلامية المختلفة، من علماء اللغة الأوائل الذين وضعوا قواعد النحو والصرف استنادًا إلى النص القرآني وأحاديث النبي، إلى الدراسات الحديثة التي تستخدم أدوات تحليلية متقدمة لفهم التركيب اللغوي للنص القرآني. كما يسلط الضوء على التداخل الوظيفي بين النص القرآني واللغة العربية، حيث إن القرآن لا يُعد مجرد نص ديني بل هو أيضًا مصدر أساسي لفهم بنية اللغة العربية وأصولها.

يركز الكتاب أيضًا على التكامل بين العلوم اللغوية في قراءة النص القرآني، فالنحو والصرف والبلاغة ليست منفصلة عن بعضها، بل تتكامل لتشكيل منظومة لغوية متكاملة تسمح بفهم المعاني البلاغية والدلالات العميقة التي يحملها القرآن. ويبرز أهمية دراسة السياق اللغوي والتاريخي للنص القرآني لفهم مقاصد الآيات والتعامل مع التراكيب اللغوية المعقدة.

من خلال مجموعة من الدراسات والبحوث، يقدم الكتاب رؤى حديثة تفتح آفاقًا جديدة للباحثين في مجال علوم القرآن واللغة العربية، مؤكدًا أن التداخل والتكامل بين النص القرآني والعلوم اللغوية هو السبيل الأنجح للوصول إلى فهم شامل ومتكامل للقرآن الكريم. في النهاية، يشكل الكتاب جسراً بين التراث اللغوي الإسلامي والبحوث المعاصرة، ويدعو إلى استمرار الدراسات اللغوية القرآنية في ضوء المنهجيات العلمية الحديثة لتعميق الفهم وتعزيز التفسير الدقيق للنص القرآني.