هذا الكتاب بعنوان "الحداثة في الشعر العربي الحديث : المفارقة، الحلم، الجسد" يتناول الكتاب دراسة الحداثة في الشعر العربي الحديث من منظور نقدي يركز على ثلاثة عناصر محورية: المفارقة، الحلم، والجسد، باعتبارها أدوات فنية تعكس التحولات الفكرية والجمالية في الشعر المعاصر. يبدأ الكتاب بتحليل المفارقة كآلية فنية يستخدمها الشعراء لتوليد التوتر الدلالي بين الواقع والمجاز، مما يخلق طبقات متعددة من المعنى ويتيح للقارئ مساحة للتأويل والتفاعل النقدي مع النص. تشير الدراسة إلى أن المفارقة في الشعر الحديث لم تعد مجرد أسلوب بل أصبحت منهجًا للتفكير والتعبير عن التجربة الإنسانية المعقدة، ثم ينتقل الكتاب إلى الحلم كعنصر أساسي في الشعر الحداثي، حيث يتم استخدامه كوسيلة للهروب من الواقع أو لإعادة تشكيله بطريقة رمزية. يوضح المؤلف كيف يتيح الحلم للشاعر استكشاف العوالم النفسية والخيالية، وتحويل الصراع الداخلي والتجارب الشخصية إلى نص شعري غني بالصور والدلالات، مما يُضفي على الشعر بعدًا غامضًا ومفتوحًا على التأويل.

أما العنصر الثالث فهو الجسد، الذي يُحلل الكتاب دوره كرمز للوجود الإنساني والتجربة الحسية. يُظهر النص كيف استخدم الشعراء الحداثيون الجسد للتعبير عن المشاعر، الألم، الفرح، والتمرد على القيود الاجتماعية والثقافية. ويبرز الجسد كأداة للتواصل مع القارئ، مما يُعزز الهوية الشعرية ويمنح النص قوة تعبيرية تتجاوز الشكل التقليدي للكلمة.

يختتم الكتاب بتوضيح أن الحداثة في الشعر العربي الحديث ليست مجرد تغير في الشكل أو اللغة، بل هي تحول شامل في الرؤية الفنية والفكرية، حيث أصبحت المفارقة، الحلم، والجسد أدوات مركزية لفهم الذات والواقع، وتجربة الإنسان في عالم معقد ومتغير. يُسهم هذا التحليل في تقديم رؤية نقدية متعمقة لخصائص الشعر العربي الحديث، وكيفية توظيف الشعراء لهذه العناصر لإنتاج نصوص غنية بالمعنى والدلالة.