هذا الكتاب بعنوان "الثقافة العمانية في اليونسكو: دراسات" تأليف الدكتور سليمان بن عمير المحذوري والدكتور حميد بن سيف النوفلي يقدّم دراسة شاملة عن حضور سلطنة عُمان الثقافي في المنظمة الدولية لليونسكو على مدى خمسين عامًا، مسلطًا الضوء على كيفية توظيف السلطنة للثقافة كوسيلة لتعزيز مكانتها الدولية والحفاظ على تراثها المادي وغير المادي. يبدأ الكتاب بعرض تاريخي لسياق مشاركة عمان في أنشطة اليونسكو منذ السبعينيات، مع الإشارة إلى المشاريع الثقافية والمبادرات التعليمية والفنية التي أسهمت في إبراز الهوية الوطنية العمانية. يركز المؤلفان على التراث العماني التقليدي، بما في ذلك نظام الري الأفلاج وقلعة بهلاء وغيرها من المواقع المادية المدرجة في قائمة التراث العالمي، مستعرضين جهود الدولة في صيانتها والترويج لها دوليًا. كما يتناول الكتاب التراث الوثائقي والمخطوطات العمانية التي حظيت بالاعتراف الدولي، مؤكّدًا دورها في حفظ الذاكرة الثقافية وتعزيز الانتماء الوطني. يخصص الكتاب قسمًا للأنشطة الثقافية التي تستهدف الشباب، مثل المنح البحثية وبرامج طريق الحرير، موضحًا كيف ساعدت هذه المبادرات في بناء جيل مثقف قادر على المشاركة في المشهد الثقافي العالمي. ويستعرض الكتاب أيضًا فرص وتحديات استثمار التراث العماني في السياحة المستدامة، مسلطًا الضوء على العلاقة بين الثقافة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. يخلص المؤلفان إلى أن الثقافة العمانية لم تكن مجرد مظهر تراثي، بل أداة استراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية، وبناء جسور تواصل مع العالم، وإبراز مساهمات عمان في الحفاظ على التراث العالمي. ويؤكد الكتاب على أهمية استمرار دعم الثقافة العمانية من خلال المشاركة الدولية، بما يضمن بقاء التراث العماني حيًا ومؤثرًا على الصعيد العالمي.