هذا الكتاب بعنوان "الأسطورة سليمة بنت غفيل : بين الحقيقة والوهم المتخيل" هو دراسة متعمقة تستكشف حياة وشخصية سليمة بنت غفيل، التي تحولت عبر الزمن من امرأة تاريخية إلى رمز أسطوري في التراث العربي. يبدأ الكتاب بمحاولة تفكيك الروايات المتناقضة حول سليمة، من خلال الاعتماد على مصادر تاريخية موثوقة وشهادات قديمة، مما يساعد في رسم صورة أقرب للحقيقة عن هذه الشخصية التي أسرت خيال الكثيرين. يعرض المؤلف كيف تحولت الأحداث الواقعية المرتبطة بها إلى قصص وأساطير تحمل رموزًا ثقافية واجتماعية عميقة، ساهمت في ترسيخ مكانتها في الذاكرة الشعبية. يتناول الكتاب أيضًا العوامل التي أدت إلى خلق هذه الأسطورة، مثل الحاجة إلى رموز بطولية تمثل قيم الشجاعة والكرامة في المجتمعات العربية، وكيف يُستخدم هذا التراث الأسطوري في التأثير على الهوية الجماعية والتقاليد الثقافية. كما يناقش الكتاب التأثير المتبادل بين الحقيقة والوهم في بناء الأساطير، موضحًا كيف يمكن للذاكرة الجماعية أن تضيف طبقات جديدة من المعنى والرمزية على شخصيات وأحداث تاريخية. في النهاية، يقدم الكتاب رؤية نقدية تتيح للقارئ فهمًا أعمق لكيفية تشكل الأساطير الشعبية، وكيف يمكن للتاريخ والخيال أن يتشابكا ليشكلا روايات تحمل أهمية ثقافية واجتماعية تتجاوز الوقائع المباشرة. هذا العمل هو مرجع مهم للباحثين والمهتمين بتاريخ العرب وتراثهم، بالإضافة إلى دراسات الأسطورة والثقافة الشعبية.