هذا الكتاب بعنوان "شعرية القصيدة العربية الحديثة من البنية إلى الدلالة" هو دراسة نقدية معمقة في التحول الجمالي والدلالي الذي طرأ على القصيدة العربية في سياق الحداثة الشعرية، حيث يتناول الكتاب مكونات القصيدة الحديثة من حيث البنية الشكلية والدلالة الفكرية، ويتتبع تطورها من القصيدة العمودية إلى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، يناقش المؤلف مفهوم "الشعرية" باعتبارها طاقة جمالية كامنة في النص، تتجاوز الشكل إلى الإيحاء والتكثيف والإيقاع، يشير إلى أن الحداثة الشعرية ليست فقط في الشكل، بل في الوعي الجمالي واللغة الجديدة، التي تعكس رؤية مختلفة للعالم، يركز على العلاقة بين البنية الشعرية (التركيب، الإيقاع، الصورة) وبين الدلالة (المعنى، الرؤية، الخطاب)، يرى أن الحداثة سعت إلى تحرير البنية الشعرية من النماذج التقليدية لتمكين النص من توليد دلالات جديدة.

يقدم الكتاب قراءات تطبيقية لقصائد شعراء الحداثة العرب مثل بدر شاكر السياب، أدونيس، صلاح عبد الصبور، محمد الماغوط يبرز من خلالها كيف تجلت التحولات في البنية والدلالة في تجارب هؤلاء الشعراء

الشعرية الحديثة ليست وصفة جاهزة، بل تفكير دائم في حدود اللغة والتجربة ويدعو المؤلف إلى قراءة الشعر الحديث بوصفه كائنًا حيًا متغيرًا، تتطلب قراءته أدوات تأويلية جديدة.

الكتاب في مجمله يمثل جهدًا نقديًا منهجيًا يربط بين التحليل البنيوي والتحليل الدلالي، محاولًا رسم خريطة لتحول القصيدة العربية الحديثة في مستويات الشكل والمعنى. وهو مرجع مهم لكل من يدرس النقد الأدبي الحديث أو يهتم بتطور الشعر العربي المعاصر.