هذا الكتاب بعنوان "‏شرق الأردن والحرب العالمية الثانية : طموحات وتحديات وإنجازات : دراسة تاريخية وثائقية" هو دراسة تحليلية معمقة تسلط الضوء على الدور الذي لعبته إمارة شرق الأردن خلال الحرب العالمية الثانية (1939–1945)، وتتناول الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي واجهت الإمارة في ظل الصراع العالمي، اعتمادًا على وثائق أرشيفية رسمية ومصادر أولية كل ذلك من خلال مجموعة من المحاور الرئيسية: السياق التاريخي والسياسي قبل الحرب: فقد تأسست إمارة شرق الأردن عام 1921 تحت الانتداب البريطاني بقيادة الأمير عبدالله بن الحسين، قبل اندلاع الحرب، كانت الإمارة تعاني من ضعف اقتصادي وبُنى تحتية هشة، مع اعتماد كبير على الدعم البريطاني — طموحات القيادة الأردنية فقد سعى الأمير عبدالله إلى الاستقلال السياسي وتوسيع نفوذ الإمارة. وكانت له طموحات وحدوية بضم مناطق عربية أخرى إلى الإمارة وقد استغل الحرب كورقة ضغط على بريطانيا لتحقيق بعض من هذه الأهداف — التحديات التي واجهت شرق الأردن خلال الحرب اقتصادية: نقص المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، وانخفاض قيمة العملة، عسكرية وأمنية: تهديدات من قوات المحور واحتمالات اضطراب داخلي، سياسية: الضغوط البريطانية في تقييد تحركات القيادة الأردنية، اجتماعية: البطالة، وانتشار الأمراض، وصعوبة إدارة الموارد المحدودة — الدور العسكري والأمني على الرغم من ضعف الإمكانات، شارك بعض الأردنيين في الحرب ضمن القوات البريطانية، تطور دور قوات البادية والجيش العربي خلال هذه الفترة، وكان لها أثر في تعزيز الأمن الداخلي — الإنجازات المحققة مثل تعزيز البنية الإدارية والمؤسساتية في الإمارة، تحسين نسبي في القطاع التعليمي والصحي بدعم بريطاني، تنامي الشعور الوطني والقومي، وتمهيد الطريق لاستقلال الأردن لاحقًا عام 1946، العلاقات الدبلوماسية حيث تطورت علاقات الأمير عبدالله مع الحلفاء، خصوصًا بريطانيا، في إطار محاولة الحصول على المزيد من الاستقلال — الوثائق والمصادر حيث اعتمد الكتاب على مجموعة واسعة من الوثائق البريطانية والعربية، من أرشيف لندن وأرشيفات شرق أوسطية، مما أضفى على الدراسة طابعًا توثيقيًا دقيقًا.

أخيرا الكتاب يقدم رؤية واضحة لدور إمارة شرق الأردن في فترة شديدة التعقيد من تاريخ العالم والمنطقة. وبرغم التحديات الكبيرة، استطاعت الإمارة أن ترسّخ كيانها السياسي والمؤسسي، وتخطو خطوات مهمة نحو الاستقلال، مما يجعل من الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في التاريخ الأردني المعاصر.