هذا الكتاب بعنوان "‏سوسيولوجيا الدرس العلمي : ‏كيف تشكل المدرسة عقولنا ؟‏" ينتقد الكتاب النمط التقليدي لتعليم العلوم في المدرسة الذي يُحوّلها إلى آلية لحفظ الحقائق بدلاً من منهج استقصائي نقدي يعلّم الطالب تمييز المعرفة الحقيقية عن الاعتقاد أو الأسطورة، فالعلم، بحسب آراء المؤلفين هو مزاعم مبرّرة تتطلب أدلة العالم التجربة والمنطق، ويجب أن يُدرّس على أساس العقلانية المستقلة، وليس كحزمة من المهارات دون فكر نقدي.

يشتمل الكتاب على مجموعة من المحاور : مقدمة تمهيدية: تناقش كيف تستخدم المدرسة التعليم العلمي كأداة لإرساء القيم المحافظة والحفاظ على حال المجتمع، أين تُحوّل المعرفة إلى طقوس دون وعي نقدي — الإشكاليات الكبرى في الدرس العلمي مثل غياب التفكير النقدي وإعادة الإنتاج التلقائي للمعرفة، تفشي الأوهام والأساطير في قوالب علمية تبدو رسمية — التمييز بين المعرفة والاعتقاد: كيف يُنشأ الطالب باعتقاد دون تحقيق معنى حقيقي، وبالتالي يفشل في تقييم المعلومات واكتساب معرفة علمية متماسكة — انعكاسات تربوية وسوسيولوجية فالكتاب يُعد دفعة للتأمل في أخلاقيات التعليم العلمي، وأن يؤسّس التعليم ليكون ثقافة يعيشها المتعلم، لا مجرد مهارة صفية مؤقتة.

الكتاب يُعتبر نقدًا سوسيولوجيًا للفصل بين الدرس العلمي ومعايير التفكير النقدي. يدعو إلى إعادة بناء الدور التربوي للمدرسة، بحيث تنتج عقولًا فاعلة قادرة على التفكير والتقييم، بدلاً من إنتاج أفراد يكررون الأساطير كمعرفة. هو إعصار فكري في الساحة التعليمية يطرح أسئلة حيوية عن أخلاقية العلم، والممارسات التربوية، ومنظومة القيم التي تُرمّم في داخل الفصول.