هذا الكتاب بعنوان "التأويليات والماهية : راهنية التأويلية كإبدال معرفي لفهم الماهية : كتاب جماعي محكم" وهو كتاب جماعي محكّم بإشراف الباحث المغربي د. عزيز أوسو، يقدم الكتاب دعوة ابستمولوجية للانخراط في السؤال المركزي: ماهيّة الإنسان؟ سعياً لفهم وجوده من خلال التأويليّات كـإبدال معرفي قادر على تفكيك المقولات الثابتة وإعادة بنائها بما يخدم فهمًا أعمق وتجليات متعددة للكينونة.

الكتاب يضم أوراقًا بحثية من ستة محاور معرفية متعددة التخصصات: 1- الفلسفة: يقرأ في ماهية الإنسان من خلال أفكار مشيل فوكو وهاينريش غادامير، ويقدّم قراءة تأويلية فلسفية معمّقة لفهم الذات والوجود، 2- الدين: تحليلات تتناول تأويل الإنسان من منظور ديني غربي (جون غرايش) وعربي (صدر الدين الشيرازي)، 3- الأنثروبولوجيا: باستخدام نموذج كليفورد جيرتز لاستكشاف الإنسان ككائن ذو أبعاد ثقافية واجتماعية ذات طابع تأويلي، 4-علم النفس: مقاربة تأويلية لنظرية الذات عند وليام جيمس كمفتاح لفهم ماهية الإنسان النفسي والمعرفي، 5- الفنون والجمال: تحليل العلاقة بين التألوين والابداع الفني، وكيف تشكل الجمالية جانبًا من فهم ماهية الإنسان، 6- البلاغة: استكشاف تأويلي للغة والمصطلح في إشاعة ماهية الإنسان داخل الخطاب البلاغي، وكيف تتدخل آليات التأويل في إعادة إنتاج المعنى.

الكتاب ينأى بنفسه عن القراءة الضيقة لتأويل النصوص فقط، بل ينفتح على السؤال الأعمق: ماذا يعني أن نكون إنسانًا؟ ومعايير الإنسان متعددة فلسفيًا ودينيًا وأنثروبولوجيًّا نفسيًّا وفنيًّا وبلاغيًّا. من خلال تأويلية الباحثين، يتحول السؤال إلى حفر معرفي ينتج فهمًا أكثر انعكاسًا لتجربة الإنسان الواقعية.