هذا الكتاب بعنوان "إرهاصات نظرية التلقي في نقد حازم القرطاجني وتقاطعها مع فرضيات ياوس وآيرز" يسعى الباحث لإعادة الاعتبار لإسهامات ناقد العالم الإسلامي حازم القرطاجني من خلال الكشف عن "إرهاصات" مكّنته من بناء نظرية تلقي مبكرة، تتقاطع في مفاهيمها مع نظريات ياوس وآيرز الغربية، بل سبقتها في بعض الأسس.

يتكون الكتاب من مجموعة من المحاور : الفصل الأول: التأسيس الغربي لنظرية التلقي، يتناول الأصول المعرفية للنظرية، نشأتها، ومدارسها النقدية كالماركسية والبنيوية، مع إبراز أعلام مثل ياوس وآيرز — الفصل الثاني: التلقي في النقد الغربي والعربي

يستعرض مراحل تطور التلقي منذ النقد اليوناني مرورًا بالموروث النقدي العربي وصولًا إلى الجهود الحديثة في العالم العربي — الفصل الثالث: التلقي في نقد حازم القرطاجني يركّز على قراءة "منهاج البلغاء وسراج الأدباء" كنص مؤسس، ويستخرج ملامح نظرية التلقي عند القرطاجني، مع إبراز التقاطعات الممكنة مع أفكار ياوس وآيرز دون ادعاء تزامن زمني فعلّي.

وأخيرا يقدم حازم القرطاجني نموذجًا نقديًا فريدًا يجمع البلاغة العربية بالفكر المنطقي الفلسفي، ويستثمر مفاهيم مثل التخيل والمحاكاة لتفكيك العلاقة بين الشاعر والنص والمتلقي، مخاطباً الجمهور والمتلقي، فسر تفاعل المتلقي عبر التخيل والشكل الشعري، وربط بين لغة النص الفني والاستجابة العاطفية والعقلية للقارئ أو السامع