هذا الكتاب بعنوان "إدارة المعرفة في التربية" أصبحت المعرفة سلعة إستراتيجية ذات مردود اقتصادي حاسم في نجاح عمليات التنمية والتقدم، وأصبح لنقلها وتوطينها شروط اجتماعية وثقافية، علاوة على الشروط القانونية والسياسية التي فرضتها حالة العولمة التي نعيشها. وبالتالي فإن نجاح أي فرد أو مؤسسة أو وطن في نقل وتوطين المعرفة إنما يتوقف على قدرته على توظيف المعرفة والمعلومات في الأعمال والمشاريع والأبحاث.إن المعرفة هي اقتصاد هذا العصر، وضرورة للتقدم والتطور ﰲ ظل التسارع المعرفي وتعدد المصادر التي يمكن الوصول إلى المعرفة من خلالها. وتعد إدارة المعرفة من أهم مقومات نجاح المؤسسات، وهي طريقُها إلى اللحاق بأحدث المتغيرات والحفاظ على قدرتها على المنافسة والبقاء ﰲ السوق ﰲ ظل الثورة التي يشهدها عصر تكنولوجيا المعلومات. وقد أدى التراكم الهائل للمعلومات وسهولة الحصول عليها إلى وجود حاجة ماسة إلى تنظيم وإدارة هذه المعلومات، وعلى المؤسسات أن توظف رصيدها كاملاً من الذكاء الجماعي للاستفادة القصوى منها ﰲ تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات واستخدامها.

وإدارة المعرفة في التربية هي عملية حيوية تهدف إلى تحسين الأداء التعليمي من خلال الاستخدام الفعال للمعرفة والمعلومات المتاحة مثل قواعد بيانات المعرفة ويمكن استخدامها لتخزين المعلومات حول المناهج الدراسية، والكتب المدرسية، والدروس النموذجية، وأساليب التدريس الفعالة — منتديات المناقشة ويمكن استخدامها لتبادل الأفكار والخبرات بين المعلمين والطلاب حول القضايا التربوية المختلفة — أنظمة إدارة التعلم ويمكن استخدامها لتوفير المحتوى التعليمي، وإدارة الاختبارات، وتتبع تقدم الطلاب — الشبكات الاجتماعية المهنية:

ويمكن استخدامها لربط المعلمين ببعضهم البعض وتبادل الخبرات والمعلومات.

وتظهر أهمية إدارة المعرفة في التربية من خلال: تحسين الأداء التعليمي من خلال توفير المعلومات والخبرات اللازمة للمعلمين والطلاب، مما يؤدي إلى تحسين جودة التعليم والتعلم — تعزيز الابتكار التربوي من خلال تشجيع تبادل الأفكار والخبرات، مما يؤدي إلى تطوير أساليب تدريس جديدة ومبتكرة — تسهيل اتخاذ القرارات من خلال توفير المعلومات والبيانات الضرورية، مما يساعد على اتخاذ قرارات تربوية أكثر دقة وفاعلية — تحسين التعاون والتواصل من خلال توفير منصة مشتركة لتبادل المعرفة والخبرات، مما يعزز التعاون بين المعلمين والإداريين والطلاب وأولياء الأمور — توفير الوقت والجهد من خلال توفير المعلومات والخبرات بشكل منظم وسهل الوصول إليه، مما يوفر الوقت والجهد في البحث عن المعلومات