إبحار الأبجدية في الأسطورة والتراث الإنساني

ebook

By لميا دلة

cover image of إبحار الأبجدية في الأسطورة والتراث الإنساني

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

هذا الكتاب بعنوان "إبحار الأبجدية في الأسطورة والتراث الإنساني" هو دراسة فكرية تتناول العلاقة العميقة بين اللغة، ممثلة في الأبجدية، وبين الأسطورة والتراث الإنساني، في سياق تحليلي يعيد النظر في المفاهيم التقليدية للكتابة والتدوين والنشأة الفكرية للإنسان. تبدأ الكاتبة بتأصيل فكرة أن الأبجدية لم تكن وليدة الحاجة للتدوين فقط، بل جاءت نتيجة مسار طويل من الرمزية والتجريد المرتبط بالوعي الأسطوري، حيث كانت الحروف والأصوات تحمل دلالات كونية وروحية قبل أن تصبح أدوات لغوية خالصة.

في هذا الإطار، تستعرض المؤلفة كيف تشكلت الأبجديات القديمة من رحم الطقوس والأساطير، وأن الكتابة الأولى كانت امتدادًا للتفكير الرمزي والميتافيزيقي، لا مجرد وسيلة لنقل الأحداث. كما تربط الكاتبة بين الأسطورة بوصفها خطابًا فكريًا تأسيسيًا، وبين التراث الإنساني الذي يحمل بقايا تلك الأساطير في العادات، والفنون، والديانات، والأدب، بل وحتى في العلم الحديث.

الكتاب ينفتح أيضًا على فكرة أن الحرف ليس شكلاً لغويًا فقط، بل هو "رمز" لسلطة معرفية وروحية تشكّلت منذ العصور السحيقة، واستمرت في التأثير على الوعي الجمعي. ومن هنا، تنطلق الكاتبة لتقترح أن فهم تطور الأبجدية لا يمكن أن ينعزل عن فهم الأسطورة والرمز والمخيال الإنساني، لأن هذه العناصر مجتمعة شكّلت البنية العقلية الأولى للإنسان، وساهمت في بناء الحضارات.

كما يبرز في الكتاب طابع تأويلي يجعل من الأبجدية بوابة لفهم الفكر الإنساني في أبعاده الماورائية، حيث تتقاطع الرموز الأسطورية مع الخطاب الفلسفي والعلمي والديني. وتختم الكاتبة ببيان كيف أن الأسطورة لا تزال حاضرة في عصر الحداثة من خلال ما تسميه "الأسطرة الجديدة"، التي تتجلى في الخطابات المعاصرة حول التكنولوجيا، والهوية، والكون، مما يجعل من الأبجدية مرآة لتحولات الإنسان المستمرة.

الكتاب يجمع بين البعد الفلسفي، والتحليل الثقافي، والرؤية الرمزية للغة، وهو دعوة للتأمل في جذور الفكر الإنساني من خلال استعادة الأبجدية في أصولها الأسطورية لا كوسيلة للكتابة فقط، بل كبنية رمزية تشكّل جوهر الوعي الإنساني.

إبحار الأبجدية في الأسطورة والتراث الإنساني