يُعد كتاب "من باريس إلى صحراء التيه: الحملة المصرية " شهادة تاريخية فريدة كتبها علي فؤاد بك، وهو ضابط عثماني بارز شغل منصب رئيس أركان حرب جمال باشا وقائد الفيلق الثامن في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. يتناول الكتاب تفاصيل الحملة المصرية في الحرب العالمية الأولى، كاشفًا عن الوقائع السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة خلال هذه الفترة العصيبة. يستعرض هذا العمل تحليلًا دقيقًا للحملة العسكرية المصرية التي تمت بدعم بريطاني، والتي استهدفت سيناء وصحراء التيه ضمن المواجهات مع الدولة العثمانية. كما يقدم رؤية داخلية حول الاستراتيجية الحربية العثمانية، وأوضاع القوات العسكرية، والتحديات التي واجهتها في ظل المتغيرات السياسية الكبرى ، ويتناول أسباب فشل القوات العثمانية في استعادة السيطرة على الأراضي التي كانت قد فقدتها لصالح الحلفاء، ويوضح الأثر العميق لقرارات القيادات العسكرية على موازين القوى في الحرب. كما يلقي الضوء على التحالفات الدولية، بما فيها الدعم البريطاني للقوات المصرية، وتأثير ذلك على الأحداث الجارية في المنطقة. يُعد هذا الكتاب وثيقة تاريخية قيّمة تعكس رؤية عثمانية للأحداث، وهو بمثابة شهادة مباشرة من أحد القادة العسكريين الذين عايشوا تلك الفترة الحاسمة. فهو لا يعرض فقط الأحداث العسكرية، بل يقدم كذلك رؤية تحليلية حول التغيرات السياسية الكبرى التي أدت إلى انهيار الدولة العثمانية لاحقًا. الكاتب والمترجم تمت ترجمة الكتاب إلى العربية على يد نجيب الأرمنازي، وهو دبلوماسي سوري وصحفي معروف، شغل عدة مناصب دبلوماسية وسياسية، وكان له دور مؤثر في الصحافة العربية.