هذا كتاب بعنوان "ضرب الإسكندرية في 11 يوليو" أرخ به العقاد ليوم ١١ يوليو عام ١٨٨٢م، يوم ضُربت الإسكندرية بمدافع البحرية الإنجليزية، أثناء اندلاع الثورة العُرابية التي كان قائدها أحد رموز الحركة الوطنية المصرية وهو "أحمد عرابي" والتي كانت ذريعة هذا العدوان، ومقدمات هذا التدخل، ويرى العقاد أن احتلال مصر، هو الخطوة الأخيرة التي يسعى لها الغرب لكي يفرض على هذا البلد نمطًا فكريًا معينًا ولكي يحقق مصالحه وأحلامه الاستعمارية في البلاد العربية، وانطلاقًا من هنا يبدأ العقاد كتابه بشكل مبدع، وغير تقليدي، حيث يبدأ في البحث عن بدايات هذه الرغبات الاستعمارية، والمقدمات التاريخية لتلك الأحداث التي وقعت في مصر، فرأى أن بداية هذا الأمر من عند الحروب الصليبية والتي شكلت خطرًا كبيرًا على المسلمين في ذلك الوقت، ثم يبدأ العقاد في تتبع سير الأمر تاريخيًا منذ تلك اللحظة حتى يصل إلى قضية أخرى هى الامتيازات الأجنبية والتي يراها أول قدم وضعها الاحتلال في مصر، ويبدأ في تحليل الأسباب التي أدت إلى وجود هذه الامتيازات، فيتحدث عن قضية الديون، وقناة السويس التي افرد لها مساحة كبيرة في الحديث عنها جغرافيًا وكيف أنها سببت العديد من المتاعب لمصر، ويتطرق للحديث عن الصهيونية العالمية، وعن اعتماد مصر على الجنود والضباط الأتراك والشراكسة واستبعاد المصريين، وغير ذلك من القضايا التي توضح كيف وصلت البلاد لما هي عليه. يتتبعها عباس محمود العقاد ويحللها لنا بعمق، وبأسلوب بسيط وسلس