هذا كتاب بعنوان "التسويق الاجتماعي في العصر الحديث" ظهر التسويق الاجتماعي نتيجة لعدة تطورات شملت الاحتياجات المتزايدة للمنظمات التي لا تستهدف الربح لخدمات التسويق وسيطرة مفاهيم السوق بتأثيراتها على المجتمع وظهور نظرية التبادل ونظرية التسويق الاجتماعي حيث ظهر مصطلح التسويق الاجتماعي لأول مرة سنة ١٩٧١ ويكاد يكون ظهوره مواكباً لظهور الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية ولكي يصف عملية استخدام مبادئ التسويق الاجتماعي وتكتيكاته لتحقيق نوع من التقدم في مجال الأفكار الاجتماعية والسلوك الاجتماعي.

وقد وجد التسويق الاجتماعي قبولا واسعا من جانب الأخصائيين الاجتماعيين والمؤسسات الاجتماعية التي تقدم الخدمات للأفراد والجماعات والأس والمجتمعات والتي لا تسعى إلى الربح وبالتالي أصبح التسويق الاجتماعي مدخلا معروفاً للتطبيق على القضايا والموضوعات الاجتماعية. وقد شارك الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين والممارسين بخبراتهم وأفكارهم في تطوير مدخل التسويق الاجتماعي ويمثل التسويق أحد العناصر الأكثر أهمية في مقومات نجاح المشاريع الاجتماعية حيث يعمل على قيام واستمرار الكثير منها علي النجاح في تسويق الأفكار والاتجاهات الخاصة بالمشروع إلى الجمهور المستهدف في منطقة معينة ومن ناحية أخرى هناك من يري أن مصطلح التسويق الاجتماعي يصف استخدام تكتيكات ومبادئ التسويق من أجل تقديم قضية اجتماعية جديدة أو فكرة أو سلوك ، أو أنه يعني أيضا تكنولوجيا أساليب التغيير الاجتماعي التي تشتمل علي تصميم وتنفيذ وإحكام برنامج اتصالي بهدف زيادة قبول فكرة اجتماعية أو ممارسة في مجموعة أو أكثر من المتبنين المستهدفين. والهدف النهائي من التسويق الاجتماعي هو فائدة لكل من الفرد والأسرة والجماعة والمجتمع وليس القائم بالتسويق حيث يسعى التسويق الاجتماعي إلى إيجاد وتعلم الدافعية للسلوك الجديد بالاعتماد على الضغط الجماعي عندما يتطلب الموقف ذلك كما يوظف نماذج الممارسة العائد منها لضمان نجاح البرنامج واستمرارية تأثيره، كما يتضمن التسويق الاجتماعي تصميم وتنفيذ البرامج والخدمات التي تسعى إلى زيادة قبول الأفكار الاجتماعية والممارسة عند الجماعات المستهدفة أو نسق الهدف.