هذا كتاب بعنوان "التربية الشعبية" يتناول فيه المؤلف موضوع تعلم الكبار ومحو الأمية ونشر الثقافة الشعبية وهذا النوع من التعليم تقرر لتحقيق هدف سیاسي، وهو تحصين الأمة ضد الإستعمار الأجنبي، ومقاومة كل إعتداء أو تدخل أجني في أي من

شئون الدولة وذلك بغرس الثقافة المصرية العربية في جميع أفراد الشعب، ودراسة

أعمال المصريين المجيدة، والتطلع إلى مثلنا العليا، وتكوين نظرة المواطن

وشخصيته عن طريق تلك المثل. وتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب من الأمور التي لها أثر كبير في

المتعلم أما القراءة فليس هناك مادة أنفع ولا أعظم منها شأنًا. فيها

ينفتح أمام الإنسان باب العلم، وتهذب أخلاقه، وتقوم عاداته؛ وجميع العلوم متوقفة عليها، ويستمر الإنتفاع بها طول الحياة.

والقدرة على القراءة بإنتباه وتفهّم أنفع أداة في يد الإنسان، وأما الكتابة فهي وسيلة التعبير عما يتوارد على النفس من أنواع

الخواطر وضروب الوجدان، وهي صلة ما بين القريب والبعيد،

وعليها يتوقف تدوين الخواطر والأفكار وإنتشار العلم، أما مباديء الحساب فتساعد الإنسان على السير في معترك

الحياة العملية النافعة، وتجعله قادراً على سلوك معيشة إقتصادية،

بما يساعده على البحث في الشئون المالية الخاصة والعامة.