هذا كتاب بعنوان "الاحتراق الوظيفي وأثره على جودة الحياة الوظيفية" فنحن نعيش اليوم في عالم السرعة والمنافسة الشرسة وسوق العمل المنفتح والذي قد لا يعني لبعضنا شيئاً بينما يمثل للآخرين تحدياً كبيرا وهاماً يتمثل بمدى قدرتهم على الظهور والتميز ضمن سوق العمل المليء بملايين الكفاءات والاختصاصات فنجدهم عاقدي العزم على تطوير مهاراتهم وقدرتهم من أجل أن يكونوا مستحقين للفرص القوية فهم مؤمنون ان الحياه نصيرة المجتهد وأن رسالتنا في الكون تتمثل في سعينا إلى تطوير ذاتنا وتقديم النفع للبشرية. ومن هنا نجد أن رحلة السعي والعمل والالتزام والإخلاص ممتعه جدا لكنها تتحول لدى بعض الأشخاص إلى رحلة سامة ومتعبة وماصة للطاقة فتبدأ رغبتهم بالعمل بالانخفاض إلى أن تتلاشى في النهاية وتتحول الأهداف التي كانوا يحاربون من أجلها إلى أمر عادي لا يستحق الذكر وتتراس اللامبالاة سلوكياتهم بدلا من الشغف الذي كان هويتهم وهنا نسأل أنفسنا ما الذي أوصلهم إلى هذه المرحله؟ وكيف للإنسان المتميز أن ينحدر أدائه بهذا الشكل؟ وماذا عن سقف طموحاته وقيمه وأهدافه ؟ كيف له أن يتخلى عنها بهذه البساطه؟ ولكن لعل الأمر ليس سهلا كما يبدو لنا وبحاجه إلى تحليل أكثر لكن ماذا يحدث لو أن هذا الوضع حاله مرضية تدعى الاحتراق الوظيفي، كما تعد جودة الحياة الوظيفية من المواضيع الإدارية الهامة في ادارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي ولما لهذا المفهوم من تأثير مباشر على روح المعنوية للعنصر البشري وبالتالي على أداء المؤسسة فالأفراد.

ونجد المنظمات الحديثة أصبحت تركز على العلاقه بين الفرد والمنظمه وتعطي أهمية كبيرة لجهد الفرد في العمل والاعتراف بهذه الجهود من خلال تمكين الموظف من المشاركة الايجابية في صنع القرار لذلك جودو حياة العمل مهمة للعاملين لأنها توفر لهم الارتياح النفسي والمادي وتجعل العامل أكثر انتماء

للمنظمة التي يعمل بها وتزيد من النشاط الفعالة والحد من السلوك السلبي او العدواني والرضا النفسي والوظيفي وزيادة الثقة بالنفس وتحسين العلاقات بين العاملين والادارة